حياة السيدة فاطمة عليها السلام
ولدتفاطمة الزهراء في العشرين من جمادى الآخرة
بعد البعثة بخمس سنين ودرجت في بيت النبوة وترعرعت في ظلال الوحي
ورضعت مع لبن أمها خديجة حب الإيمان ومكارم الأخلاق وشاء الله أن تبدأ
طفولتها في مرحلة من أشد مراحل الدعوة الإسلامية ضراوة ومحنة و أذى
امها و أبيها ز فقد كانت قريش تفرض المقاطعة والحصار على رسول الله ـ ص ـ
وأعمامه بني هاشم وأصحابه من الدعاة وطلائع الجهاد لقد أحب الرسول ـ ص ـ
فاطمة وأحبته ولم يكن أحد أحب إلى قلبه ولا إنسان أقرب إلى نفسه من فاطمة
فكان يؤكد كلما وجد ذلك ضروريا هذه العلاقة بفاطمة ويوضح مكانتها في أمته
ليعرف المسلمون مقام فاطمة ومكانة الأئمة من ذريتها ليعطوا فاطمة حقها وتشب
ويشب معها حب أبها لها ويزداد حنانة عليها وتبادله هذا الحب وتملأ قلبه بالعطف
والرعاية فيسميها ( أم أبيها ) وتهاجر من مكة إلى يثرب بعد هجرة أبيها اثر اشتداد
آذى قريش للمسلمين .
الزواج الفريد زوج رسول الله ـ ص ـ فاطمة من علي ـ ع ـ بمهر متواضع
وأثث بيتها بما يعادل هذا المهر لتعرف الأجيال فناء المادة وتصاغر شأنها أمام القيم والمعاني
الإنسانية الرفيعة وأشرف بنفسه على تجهيز أبنته و إعداد بيتها التواضع وراح علي من جانبه
يهيئ البيت ويعده أبسط إعداد ويزداد اهتمام الرسول ـ ص ـ وعنايته بفاطمة ليعوضها غياب أمها
خديجة في مناسبة يكون للأم فيها شأن خاص فيساهم هو بنفسه بزفاف فاطمة ويطالب من أزواجة
إعدادها وتهيئتها كما تعد الفتيات ليلة الزواج ثم يدعو لإقامة الوليمة وإعلان الزواج و يولم علي الوليمة
ويساهم المهاجرون والأنصار في هذه المناسبة وهكذا تم الزواج واكتمل بناء البيت الجديد أرسى رسول الله
ـ ص ـ قواعده الشامخة فأرسى بذلك تشريعا وحياة وفلسفة للزواج والأسرة وقيمة سامية للمرأة في رسالتة
الإنسانية الخالدة
فاطمة الزوجة انتقلت فاطمة إلى بيت زوجها المتواضع سعيدة راضية
وعاشت في كنف زوجها قريرة العين فهي زوجة علي بطل الإسلام وحامل لواء النصر
والجهاد وعليها أن تكون بمستوى هذه المهمة الخطيرة وأن تكون لعلي كما كانت أمها
لرسول الله ـ ص ـ تشاركه في جهاده وتصبر على قساوة الحياة ومرحلة الدعوة الصعبة
التي يتصدر علي (ع) طلائعها ببطولة وبسالة فكانت كذلك وكانت بمستوى مهمتها التي
اختارها الله تعالى لها ولم يكن رسول الله ـ ص ـليترك هذا الغرس النبوي دون أن يرعاه
فعاش الزوجان في ظل رسول الله ـ ص ـ عاشت فاطمة (ع) في بيتها كربة بيت تعتني
بشؤون منزلها وتدير حاجاتها بالاعتماد على جهودها وكانت تطحن الشعير وتدير الرحى
بيدها وتصنع أقراص الخبز بنفسها وتكنس البيت وتدبر مستلزمات الأسرة وقد كان رسول
الله ـ ص ـ وعلي ـ ع ـ يريان ذلك من فاطمة فيشاركانها العناء ويهونان عليها متاعب الحياة
بل وكانا يساعدانها في أعمال المنزل وتدبير شؤون البيت
فاطمة الأم وولدت فاطمة الحسن ثم الحسين ثم زينب الكبرى بطلة كربلاء وشريكة
الحسين (ع) في جهاده وبطولته ثم ولدت (ع) بنتا كانت الرابعة وهي ( زينب الصغرى) التي تلقب
بأم كلثوم . إن السنة النبوية تكشف لنا أن فاطمة (ع) هي قاعدة أهل بيت الرسالة وأم الأئمة (ع)
وامتداد النبوة تحدث رسول الله ـ ص ـ عنها وعن زوجها وأبنيها الحسن والحسين وعن حبه لهم
وارتباطه بهم لا ليعبر عن مشاعر القربى والنسب أو رابطة العاطفة وعلاقة الأبوة . فهو رسول الله
ـ ص ـ لسان الوحي الذي لا ينطق عن الهوى وهو الذي يجسد بكل كلمة وعمل يصدر عنه حكما و
تشريعا ومفهوما رساليا للمسلمين. فما كان قوله في علي وفاطمة والحسن والحسين إلا تعبيرا عن
مقامهم ومكانتهم عند الله وتشخيصا لموقعهم ودورهم في حياة هذه الأمة وتاريخها .
هناك تتمة لحياة السيدة فاطمة عليهاالسلام غدا بأذن الله